كانت حياة الطالب يوسف مليئة بالتحديات والصعاب، ولد في مدينة صوران وتهجر إلى ريف ادلب مع عائلته وأقربائه.
كانت أسرته من العديد من النازحين الذين فقدوا كل شيء، فخرجوا من منازلهم بأيدي فارغة.
وصلوا إلى مخيم عطاء الخير، حيث كانت خياراتهم محدودة وكان عليهم مواجهة الواقع المرير. ومع ظروف الحياة الصعبة ومرض الديسك الذي يعاني منه والده، أصبحت المسؤولية تقع على عاتق يوسف كابن العائلة الأكبر.
بدأ يوسف رحلته في جمع الخردة من أطراف الطريق في ساعات مبكرة من الصباح، بهدف تأمين الطعام لإخوته. عمل بجد ومثابرة، حمل عن والده هموم الحياة وتحمل مسؤولية الأسرة بشجاعة وعزيمة. رغم أنه انقطع عن المدرسة منذ سنتين، إلا أنه لم يفقد الأمل والرغبة في تحقيق التفوق.
قابل فريف شفق يوسف أثناء زياراتهم المتكررة لأهالي الطلاب. استوقفتهم همته العالية والتفاني في عمله رغم الظروف الصعبة. قرروا مساعدته وتأمين فرصة العودة إلى المدرسة.
قاموا بزيارة مسكن يوسف وعائلته، حيث وجدوه يقوم بفرز الخردة وتجهيزها. تعرفوا على قصتهم وأوضاعهم الصعبة تبين أن والده غير قادر على تأمين تكاليف الدراسة، ويوسف يعمل لتأمين احتياجات العائلة من الطعام والشراب.
وفي أحد الأيام، تعرض يوسف لحادث سير أصيب فيه بتشوه في يده، وكاد يعيقه عن العمل. ومع ذلك، استمرت محاولاتهم المستميتة في مساعدته وتوفير المستلزمات اللازمة لدراسته.
نجحنا في تأمين الفرصة المناسبة لعودة يوسف إلى المدرسة ومتابعة تحصيله العلمي، وتقديم التسهيلات اللازمة لتخفيف الأعباء المادية عن أسرته.
اليوم، يوسف هو واحد من الطلاب المتفوقين في الصف الخامس. حقق النجاح رغم الصعاب التي واجهها والتحديات التي عانى منها. قصة يوسف تعبر عن قوة الإرادة والتحمل والتفاني في العمل.
من اليأس ولد الأمل، ومن الصعوبات نشأت قصة يوسف هو مثال حي للتفوق والتغلب على الصعاب، وقصته تلهم العديد من الناس وتذكرنا بأهمية الأمل والعمل الجاد لتحقيق النجاح في حياتنا.