حلّ فصل شتاء جديد على أهلنا في شمال غرب سوريا جالباً، مع برده وصقيعه، هموماً ثقالاً، مستهدفاً ضعفهم وسوء حالهم، ليقف الكثيرون منهم عاجزين أمام أطفالهم، مترقبين ما قد تحمله الأيام القادمة، عاصفة ثلجية حلت ليلة الأربعاء الثامن عشر من كانون الثاني الجاري، في عدة مخيمات يقطنها أهلنا في شمال غرب سوريا، مما ضاعف آلام ساكنيها بسبب برودة الأجواء الشديدة.
كما أدى التساقط الكثيف للثلوج إلى اكتساء الأرض بحلة بيضاء وصلت سماكتها إلى 40 سنتيمتراً، ما أدى إلى غلق الطرق المؤدية للمخيمات، وبالرغم من انخفاض حدة الثلوج مع ساعات نهار الأربعاء إلا أن الأضرار التي خلفتها مازالت قائمة، وكانت العديد من الجهات قد حذرت قبل أيام من مخفض جوي جديد يؤثر على الشمال السوري ويهدد المخيمات.
وبحسب التقارير الأولية التي ذكرتها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنساني في تقرير لها فإن 22 موقعاً قد تأثر في محافظة حلب (بشكل رئيسي في منطقتي عفرين واعزاز) و9 مواقع في محافظة إدلب ( منطقة حارم)
كما ذكر مكتب الأمم المتحدة في بيانه عن وفاة طفل في منطقة القسطل جراء انهيار سقف خيمة نتيجة تراكم الثلوج، فيما تم اسعاف الأم إلى مشفى قريب في المنطقة. فيما تضرر أكثر من 59,200 شخص جراء هذه العاصفة.
أدى الطقس البارد إلى انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم لدى طفلين في مخيمات بمنطقة بلبل، وكلاهما يتلقى العلاج في مستشفيات عفرين ، وتتمثل الاحتياجات الأكثر حاجتاً في إعادة فتح الطرق للوصول دون انقطاع إلى المواقع ، ونقل المتضررين إلى أماكن آمنة ، وتأمين وسائل التدفئة ، واستبدال الخيام المدمرة ، وتوفير وجبات جاهزة للأكل وشتاء. ملابس للأطفال والعائلات.
كما أن إغلاق الطرق يصعب على فرق التقييم من الوصول إلى كل المواقع المتضررة وتقديم المساعدة. وبناءً على توقعات الطقس، فإن تساقط الثلوج من المتوقع أن تستمر. قد يتعين تمديد الاستجابة العاجلة إلى الأسابيع المقبلة.
وبحسب أرقام نشرتها منظمة منسقو استجابة سوريا في بيان لها الأربعاء 19-01-2022 ذكرت أن عدد المخيمات المتضررة بشكل أولي نتيجة هطول الأمطار خلال الـ 24 ساعة الماضية بلغ31 مخيما منتشرة في مناطق شمال غرب سوريا، لافتة في تقريرها إلى تضرر أكثر 360 خيمة أغلبها في مناطق ريف حلب الشمالي. مجبرة قاطنيها على الهروب والاختباء في خيم جيرانهم التي لم تصبها أضرار، للاحتماء والمبيت لديهم.
يمكنكم مشاهدة حجم الأضرار الناتجة عن العاصفة من خلال الرابط التالي:
تجدر الإشارة إلى أنه وفقاً لبيان صدر أمس الأربعاء عن فريق منسقو الاستجابة فإن زيادة الأضرار ضمن المخيمات سببها عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة قبل حلول فصل الشتاء، وتكرار الأضرار السابقة، وعدم وجود حلول فعلية من قبل المنظمات الإنسانية لتلافي تلك الأضرار. وأكد البيان أن “بقاء المخيمات حتى الآن في وضعها الحالي هو أكبر أزمة فعلية.
يذكر أن أكثر من مليون ونصف شخص كانوا قد نزحوا في أكثر من 1200 مخيم بمناطق ريفي حلب وإدلب شمال غرب سوريا وسط ظروف إنسانية صعبة، وتتعرض تلك المخيمات في كل عام إلى غرق بسبب الأمطار أو إلى أضرار جسيمة بسبب الثلوج، ورغم مرور أعوام على إنشاء تلك المخيمات إلا أنها ما تزال تعيش ظروفاً صعبة للغاية، وتنعدم فيها المواد الأساسية، بينما يعاني أطفالها من الحرمان والمرض.