تختلف قصص النازحين الفارين من مناطق الحرب في سوريا، لكنها تتشابه من حيث المعاناة، على الرغم من مرور سنوات على نزوحهم واستقرارهم في مناطق آمنة نسبياً يبقى عدد كبير من النازحين بدون أوراق ثبوتية إما بسبب ضياعها أثناء النزوح أو لأنهم لا يعرفون كيفية استخراج أوراق جديدة في الأماكن التي فروا إليها ، كحال محمود وعائلته التي استقرت في أحد المخيمات العشوائية
تعاني عائلة محمود، والعديد من العوائل التي اضطرت للنزوح في شمال غرب سوريا من عدم حيازة الأوراق الثبوتية التي تضمن حقوقهم، ما دفع منظمة شفق إلى إقامة جلسات توعية قانونية وتقديم استشارات هدفها تشجيعهم على الإسراع في استخراج الأوراق الثبوتية وتوعيتهم على ضرورة التسجيل في السجل المدني ما يضمن حقوقهم وحقوق أطفالهم.
أول ما قام به فريق التوعية القانونية هو مرافقة محمود وعائلته إلى أقرب مركز سجل مدني واستصدار وثائق تعريف، ثم بطاقة شخصية له ولزوجته، ثم تسجيل الزواج واستخراج بيان عائلي عوضا عن دفتر العائلة.
وبعدها حصل على حقه القانوني كاملاً مما يسهل علية تسجيل أولاده في المدرسة والذهاب إلى المراكز الطبية والتسجيل على المساعدات الإغاثية وتسهيل التنقل والمرور على الحواجز الأمنية.
يقول محمود “الآن أصبحت أملك حقوقي القانونية وأشعر أني فرد في المجتمع”.
الخدمات التي يوفرها قطاع الحماية العامة في شفق موجهة للنازحين داخلياً في المجتمعات المحلية والمضيفة، في هذا السياق يوفر القطاع مراكز مجتمعية تستهدف كافة فئات المجتمع بأنشطة دعم نفسي وتوعية وترفيه، بالإضافة إلى التدريبات المهنية وبناء قدرات العاملين كما توفر مشاريع القطاع الاستشارات القانونية وخدمات إدارة حالة شاملة للعنف القائم على النوع الاجتماعي وحماية الأطفال وبرنامج نادي الأمهات الصغار وبرنامج حقيبة التوعية للرجال والذكور بالإضافة الى يدعم الفئات المستهدفة بمواد عينية ثم توفر مشاريع القطاع انشطة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة.
في شفق نسعى جاهدين لاتباع نهج مجتمعي يعمل على تمكين الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمعات، ونعمل على تعميم الحماية والتركيز على سلامة وكرامة الأفراد والأسر في المجتمع