قبل الكارثة بساعات لم تكن تلك الليلة هادئة، إذ بدأت بمنخفضٍ ثلجي، كسر سكونه أصوات الرياح تارة، وحبيبيات الثلج تارة أخرى.
السادس من شباط، وتحديداً في الساعة الرابعة وسبعة عشر دقيقة فجراً، توقفت آلاف الحناجر عن الصراخ بعد أن دمر الزلزال البيوت فوق رؤوس أصحابها، فيما بقي البعض الآخر ينادي تحت الركام أملاً في النجاة.
زلزال بقوة 7.7 درجات، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجات وآلاف الهزات الارتدادية العنيفة كانت كفيلة في إحداث خسائر في الأرواح قاربت ال 6 آلاف، وإصابة أكثر من 12 ألف في مناطق عدة شمال غرب سوريا، ناهيك عن خسائر في الممتلكات لاتعدّ ولا تحصى.
مما جعل من منطقة شمال غرب سوريا منطقة منكوبة بحاجة ماسة إلى شتى أنواع المساعدات، ومعها بدأت استجابة منظمة شفق لتخفيف معاناة أهلنا المنكوبين وتضميد جراحهم.
الساعات الأولى للكارثة شهدت مساهمة فرقنا بكافة طواقمها في جهود الإنقاذ التي تقودها فرق الدفاع المدني السوري منذ ساعات الفجر للبحث عن ناجين، والبدء بعمليات الإيواء في مراكز استقبال الناجين المؤقتة.
ومع شروق شمس يوم الثلاثاء السابع من شباط سارعت فرقنا إلى إنشاء مخيمات مؤقتة في عدة مناطق شمال غرب سوريا حيث بلغ عدد الخيم التي شيدتها شفق في المنطقة قرابة ال 495 خيمة، تلاها استجابة متكاملة لأهلنا المتضررين حيث عملت فرقنا على توزيع فحم التدفئة لكل عائلة والسلل غير الغذائية ومستلزمات التدفئة كالبطانيات وغيرها، فضلاً توزيع قسائم مالية بقيمة 150 دولار بهدف تأمين مستلزمات الشتاء ووصلت شفق عبر مشاريع الاستجابة الطارئة لأكثر من 23 ألف مستفيد.
أما فرق الأمن الغذائي كانت تسابق الزمن عبر تأمين المساعدات الغذائية لأكثر من 93 ألف مستفيد من خلال توزيع الخبز على عشرات المخيمات، والسلل الجاهزة للأكل، والسلل الغذائية، والوجبات الجاهزة.
كما عملنا ضمن مشاريع المياه والإصحاح على إمداد المخيمات بالمياه النظيفة الصالحة للشرب وفحص جودة المياه بشكل دوري، وتوزيع سلل النظافة، وإنشاء كتل حمامات وإعادة تأهيل العديد منها، ووصلنا إلى أكثر من 200 ألف مستفيد.
من جهة أخرى كانت عيادات شفق المتنقلة تجول بسياراتها المجهزة مناطق عديدة في ريفي إدلب وحلب عبر أطباء وأخصائيين لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، والعيادات الداخلية، والأدوية، إضافة إلى دعم المنظومة الإسعافية في ريف حلب بتشغيل 10 سيارات للإسعاف بطواقم كاملة وذلك بهدف نقل الجرحى والمرضى أو أي حالة طارئة، وصلنا من خلال مشاريعنا في قطاع الصحة إلى أكثر من 14750 مستفيد.
فرق الحماية هي الأخرى كان لها أنشطة متميزة بعد أن أنهت عدة جلسات وأنشطة ترفيهية للأطفال، بهدف تقديم الدعم النفسي لهم بعد كارثة الزلزال ورفع معنوياتهم، إضافة إلى أنشطة الإسعافات النفسية الأولية وإدارة الحالة، وجلسات الأنشطة الترفيهية، وصلنا من خلالها إلى ما يقارب ال 24 ألف مستفيد.
كانت فرقنا وماتزال تؤدي واجبها في خدمة أهلنا المتضررين من الزلزال..
كانت فرقنا وما تزال تكاتف أيديها لأجل الإنسانية والمساواة..