خوفاً من تعرضه لتنمر زملائه.. امتنعت عن إرساله إلى المدرسة
امتنعت أم أنس عن إرسال ابنها، البالغ من العمر أحد عشرَ عاماً، إلى المدرسة خوفاً من تعرضه لتنمر زملائه عليه، الأمر الذي حرم الطفل من استكمال تعليمه، واللعب مع الأطفال، وجعله في عزلة تثبط ما يحمله من عزيمة.
بدوره لم يقوى أبو أنس على تقديم أي دعم لطفله، نتيجة الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة التي تلقي بظلالها على أهلنا في شمال غرب سوريا، إضافة إلى تعدد الأمراض التي أثقلت جسده والتي جعلت من حصوله على فرصة عمل تؤمن احتياجات أسرته أمراً في غاية الصعوبة، ليضفي ذلك على همومه طابع اليأس.
فرق إدارة الحالة في شفق تبدأ رحلة الدعم النفسي
رصدت فرق منظمة شفق حالة أنس، مما استدعى تدخلاً سريعاً لاستجابة متكاملة من خلال مشروع إدارة الحالة ضمن أنشطة حماية الطفل، حيث عملت فرقنا على إقامة جلسات توعية مكثفة لوالديه وضح فيها المختصون خطورة حرمانه من الاختلاط مع الأطفال، وما سينتج عنها من تفاقم حالته النفسية، كما قدمت العديد من جلسات الدعم نفسي لأنس تضمنت انشطة ترفيهية ومسابقات وأنشطة الرسم ضمن مساحة صديقة للطفل للتخفيف من الضائقة النفسية التي يمر بها، ودمجه مع أقرانه، بالإضافة إلى تأمين ألبسة جديدة له.
اصطحبنا أنس إلى أحد المراكز التعليمية، وبدء بحضور الحصص بانتظام، “صار يحضر ويشارك ويكتب ويقرأ ويضحك” هكذا أثنى المعلمون على عزيمته وتغلبه على العوائق.
تعرف على ماقالته والدته عن تغير حالته
“ابني صار مختلف تماماً عن قبل، صار يفيق الصبح وهو سعيد ومتحمس ليروح عالمدرسة” لم تصف والدته بهذه العبارات تغير حالة ابنها فحسب، بل زرعت في قلوبنا بذور الإصرار لمواصلة العمل، علّنا ننثر السعادة في قلوب أهلنا ما استطعنا.
يعتبر الطفل الفئة الأضعف في المجتمعات المحلية والأكثر تضرراً لذلك نعمل عبر برنامج الحماية على تقديم خدمات الدعم النفسي وإدارة الحالة والتوعية من خلال المراكز الصديقة بالطفل والفرق الجوالة.